أمير القلوب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى رائع ويشمل كافة المواضيع في الحياة اضافة الى تكوين الصداقات المحترمة

طبيب مستعد لتدريس المواد الطبية والصيدلانية والكيماوية بأسلوب مبسط ومساعدة الطلاب على فهم المواضيع المعقدة وتلخيص المقررات مع أسئلة مؤتمتة لكل محاضرة لطلاب الكليات الطبية التالية: (طب بشري - صيدلة - طب أسنان - تمريض) للاستفسار الرجاء الاتصال على الرقم التالي: 0999871354 أو المراسلة عالبريد الألكتروني: amoorsyria@hotmail.com

    الطب النبوي

    avatar
    أميرة
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 170
    نقاط : 486
    السٌّمعَة : 5
    تاريخ التسجيل : 17/07/2009

    الطب النبوي Empty الطب النبوي

    مُساهمة  أميرة الخميس أغسطس 13, 2009 4:26 pm


    الطب النبويمن كتاب زاد المعاد


    فصلفيهديه في العلاج بشرب العسل ، والحجامة ، والكيفي صحيح البخاري : عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلىالله عليه وسلم ، قال : " الشفاء في ثلاث : شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكية نار ،وأنا أنهى أمتي عن الكي " .


    قال أبو عبد الله المازري : الأمراضالإمتلائية : إما أن تكون دموية ، أو صفراوية ، أو بلغمية ، أو سوداوية . فإن كانتدموية ، فشفاؤها إخراج الدم ، وإن كانت من الأقسام الثلاثة الباقية ، فشفاؤهابالإسهال الذي يليق بكل خلط منها ، وكأنه صلى الله عليه وسلم بالعسل على المسهلات ،وبالحجامة على الفصد ، وقد قال بعض الناس : إن الفصد يدخل في قوله : شرطة محجم . فإذا أعيا الدواء ، فآخر الطب الكي ، فذكره صلى الله عليه وسلم في الأدوية ، لأنهيستعمل عند غلبة الطباع لقوى الأدوية ، وحيث لا ينفع الدواء المشروب . وقوله : وأناأنهى أمتي عن الكي ، وفي الحديث الآخر : وما أحب أن أكتوي ، إشارة إلى أن يؤخرالعلاج به حتى تدفع الضرورة إليه ، ولا يعجل التداوي به لما فيه من استعجال الألمالشديد في دفع ألم قد يكون أضعف من ألم الكي ، انتهى كلامه .


    وقال بعض الأطباء : الأمراض المزاجية : إما أن تكون بمادة ، أو بغير مادة ، والمادية منها : إما حارة ، أو باردة ، أو رطبة، أو يابسة ، أو ما تركب منها ، وهذه الكيفيات الأربع ، منها كيفيتان فاعلتان : وهما الحرارة والبرودة ، وكيفيتان منفعلتان ، وهما الرطوبة واليبوسة ، ويلزم منغلبة إحدى الكيفيتين الفاعلتين استصحاب كيفية منفعلة معها ، وكذلك كان لكل واحد منالأخلاط الموجودة في البدن ، وسائر المركبات كيفيتان : فاعلة ومنفعلة.


    فحصل من ذلك أن أصل الأمراض المزاجية هيالتابعة لأقوى كيفيات الأخلاط التي هي الحرارة والبرودة ، فجاء كلام النبوة في أصلمعالجة الأمراض التي هي الحارة والباردة على طريق التمثيل ، فإن كان المرض حاراً ،عالجناه بإخراج الدم ، بالفصد كان أو بالحجامة ، لأن في ذلكاستفراغاً للمادة ، وتبريداً للمزاج . وإن كان بارداً عالجناهبالتسخين ، وذلك موجود في العسل ، فإن كان يحتاج مع ذلك إلى استفراغ المادة الباردة، فالعسل أيضاً يفعل في ذلك لما فيه من الإنضاج ، والتقطيع ، والتلطيف، والجلاء،والتليين ، فيحصل بذلك استفراغ تلك المادة برفق وأمن من نكاية المسهلاتالقوية .


    وأما الكي : فلأن كل واحد من الأمراضالمادية ، إما أن يكون حاداً فيكون سريع الإفضاء لأحد الطرفين ، فلا يحتاج إليه فيه، وإما أن يكون مزمناً ، وأفضل علاجه بعد الإستفراغ الكي في الأعضاء التي يجوز فيهاالكي ، لأنه لا يكون مزمناً إلا عن مادة باردة غليظة قد رسختفي العضو ، وأفسدت مزاجه ، وأحالت جميع ما يصل إليه إلى مشابهةجوهرها ، فيشتعل في ذلك العضو، فيستخرج بالكي تلك المادة من ذلك المكان الذي هو فيهبإفناء الجزء الناري الموجود بالكي لتلك المادة .


    فتعلمنا بهذا الحديث الشريف أخذ معالجةالأمراض المادية جميعها ، كما استنبطنا معالجة الأمراض الساذجة من قوله صلى اللهعليه وسلم : " إن شدة الحمى من فيح جهنم ، فأبردوها بالماء " .


    ***فصل : وأما الحجامة ، ففي سنن ابن ماجهمن حديث جبارة بن المغلس ، - وهو ضعيف - عن كثير بن سليم ، قال : سمعت أنس بن مالكيقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما مررت ليلة أسري بي بملإ إلا قالوا : يا محمد ! مر أمتك بالحجامة " .وروى الترمذي في جامعه من حديث ابن عباسهذا الحديث : وقال فيه : "عليك بالحجامة يا محمد " .وفي الصحيحين : من حديث طاووس ، عن ابنعباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم : " احتجم وأعطى الحجام أجره " .وفي الصحيحين أيضاً ، عنحميد الطويل ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه أبو طيبة ،


    وفي جامع الترمذي عن عباد بن منصور ، قال : سمعت عكرمة يقول : كان لابن عباس غلمة ثلاثة حجامون ، فكان اثنان يغلان عليه ،وعلى أهله ، وواحد لحجمه ، وحجم أهله . قال : وقال ابن عباس : قال نبي الله صلىالله عليه وسلم : " نعم العبد الحجام يذهب بالدم ، ويخف الصلب،ويجلو البصر " ، وقال : إن رسول اللهصلى الله عليه وسلم حيث عرج به ، ما مر على ملإ من الملائكه إلا قالوا : " عليكبالحجامة " ، وقال : " إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ، ويوم تسع عشرة ، ويومإحدى وعشرين " ، وقال : " إن خير ما تداويتم به السعوط واللدودوالحجامة والمشي " ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لد فقال: " منلدني ؟ فكلهم أمسكوا ، فقال : لا يبقى أحد في البيت إلا لد إلا العباس " . قال : هذا حديث غريب ، ورواه ابن ماجه .


    ***فصل : وأما منافع الحجامة : فإنها تنقي سطح البدن أكثر من الفصد ،والفصد لأعماق البدن أفضل ، والحجامة تستخرج الدم من نواحي الجلد .قلت : والتحقيق في أمرهاوأمر الفصد ، أنهما يختلفان باختلاف الزمان ، والمكان ، والأسنان ، والأمزجة ،فالبلاد الحارة ، والأزمنة الحارة ، والأمزجة الحارة التي دم أصحابها في غاية النضجالحجامة فيها أنفع من الفصد بكثير ، فإن الدم ينضج ويرق ويخرج إلى سطح الجسد الداخل، فتخرج الحجامة ما لا يخرجه الفصد ، ولذلك كانت أنفع للصبيان من الفصد ، ولمن لايقوى على الفصد ، وقد نص الأطباء على أن البلاد الحارة الحجامة فيها أنفع وأفضل منالفصد ، وتستحب في وسط الشهر ، وبعد وسطه . وبالجملة ، في الربع الثالث من أرباعالشهر ، لأن الدم في أول الشهر لم يكن بعد قد هاج وتبيغ ، وفي آخره يكون قد سكن . وأما في وسطه وبعيده ، فيكون في نهاية التزيد .


    قال صاحب القانون : ويؤمر باستعمالالحجامة لا في أول الشهر ، لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت ، ولا في آخره لأنهاتكون قد نقصت ، بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة بالغة في تزايدها لتزيدالنور في جرم القمر . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنهقال : " خير ما تداويتم به الحجامة والفصد " . وفي حديث : " خيرالدواء الحجامة والفصد " . انتهى .


    وقوله صلى الله عليه وسلم : " خير ماتداويتم به الحجامة " إشارة إلى أهل الحجاز ، والبلاد الحارة ، لأن دماءهم رقيقة ،وهي أميل الى ظاهر أبدانهم لجذب الحرارة الخارجة لها إلى سطح الجسد ، واجتماعها .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 9:15 am