الرئيسية
أحدث الصور
التسجيل
دخول
من روائع حكايات الحب العذري …
من منا لم يسمع عن أخبار ليلى وقيسها المجنون ومن لم يسمع عن جميل وحبه
لبثينة ولبنى وقيس بن ذريح وكثير من الشعراء أولئك الذين اتسم حبهم وغزلهم
(بالعذري) وذلك لصدق المشاعر والحب الذي لايشوبه الابتزال وأحببت أن أروي لكم
قصة أو حكاية عذبة جرت لأحد شعراء الغزل العذري ألا وهو كثيّر عزة الشاعر الاموي
ويروى أن عبد الملك بن مروان سأل كثيّر ذات يوم عن أعجب خبر له مع عزة فقال :
((حججت سنة من السنين وحج زوج عزة بها ولم يعلم أحد منا بصاحبه .فلما كنا ببعض
الطريق أمرها زوجها ببتياع سمن تصلح به طعاما لأهل رفقته ، فجعلت تدور الخيام
خيمة خيمة حتى دخلت اليّ وهي لا تعلم أنها خيمتي وكنت أبري أسهما لي .
فلما رأيتها جعلت أبري وأنا أنظر اليها ولا أعلم حتى بريت عظامي مرات ولا أشعر
به والدم يجري . فلما تبينت ذلك دخلت اليّ فأمسكت يدي وجعلت تمسح الدم
عنها بثوبها ، وكان عندي نحي من سمن ،فحلفت لتأخذه فأخذته وجاءت الى زوجها
بالسمن. فلما رأى الدم سألها عن خبره فكاتمته حتى حلف لتصدقنّه فصدقته ،
فضربها وحلف لتشتمني في وجهي .فوقفت علي وهو معها فقالت لي :
يابن الزانية وهي تبكي ثم انصرفا .فذلك حين أقول :
يكلفها الخنزير شتمي وما بها هواني ولكن للمليك استدلت
وهناك رواية تقول
يكلفها الخنزير شتمي وما بها هواني ولكن للحبيب استدلت
وأبيات القصيدة جميلة جدا حيث يقول فيها كثيّر
وما كنت أدري قبل عزة ما البكى ولا موجعات القلب حتى تولت
أسيئي بنا أو أحسني،لا ملومة لدينا ولا مقلية ان تقلت
هذه مقطف من بستان كبير مليء بالحب العذري الذي نطق به الشعراء عبر قصائد
عبرت عما يدور في صدق خلجاتهم وعدت هذي القصائد وأخبار أصحابها من روائع
أدبنا العربي ..
مصدر هذه القصة وغيرها كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني
